خلال حفل نظمته وزارة الإعلام بغزة
أعلنت الحكومة الفلسطينية اعتبار الحادي والثلاثين من كانون الأول (ديسمبر) من كل عام "يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني"، مشيرةً إلى أنها تسعى إلى تنظيم العديد من الفعاليات واتخاذ القرارات والإجراءات فيه كل عام لخدمة الإعلام وتعزيز حرية الرأي والتعبير.
جاء ذلك خلال احتفالٍ نظمه المكتب الإعلامي الحكومي عصر الخميس (31-12)، في "فندق الكومودور" بغزة بحضور العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية.
وأوضح الدكتور حسن أبو حشيش رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، أن "يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني"، هو مناسبة وطنية تضاف إلى المناسبات التي يحتفل بها الصحفيون والإعلاميون؛ عرفانًا من الحكومة الفلسطينية بعطاء الإعلامي الفلسطيني في حرب "الفرقان"، وتضامنًا مع معاناة الصحفي في الحرب.
وأشاد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بالجهود الكبيرة والعظيمة التي بذلها الإعلاميون الفلسطينيون خلال العدوان الصهيوني الشرس على قطاع غزة أواخر عام 2008 والذي استمر 22 يومًا.
ونقل أبو حشيش، في كلمةٍ ألقاها باسم الحكومة الفلسطينية، تحيات الحكومة ممثلة في رئيس الوزراء إلى الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين كان لهم الدور الأبرز في الكشف عن وجه الاحتلال المجرم خلال ممارساته وجرائمه البشعة ضد الشعب الفلسطيني خلال حرب "الفرقان".
وأكد حسن أبو حشيش أن الصحفي الفلسطيني يختلف عن كل صحفيِّي العالم، مبينًا أنه صاحب رسالة ومسؤولية وطنية وانتماء عميق إلى الشعب الفلسطيني، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ضرورة بذل الصحفي الفلسطيني كل ما هو غالٍ ونفيس من دمه وماله وكاميراته ومبانيه ومقراته وسياراته وحريته.
ودعا إلى مكافأة الصحفيين الفلسطينيين على دورهم الريادي في الكشف عن وجه الاحتلال البشع الذي استخدم كل شيء من أجل القضاء على كل ما هو فلسطينيٌّ، كما دعا إلى ضرورة ترتيب البيت الصحفي الفلسطيني وضمان وتعزيز حقوق الصحفيين وحمايتهم.
وشدد على ضرورة تحرُّك المؤسَّسات الإعلامية والحقوقية الدولية على صعيد محاكمة الاحتلال وقياداته على جرائمه ضد الصحفيين والمؤسسات الصحفية في حرب "الفرقان" في مخالفةٍ لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
وناشد كافة المستويات الرسمية والأهلية والمؤسسات الإعلامية المختلفة اعتبار السابع والعشرين من شهر كانون الأول (ديسمبر) من كل عام يومًا وطنيًّا للصمود والانتصار، واعتماد هذه المصطلح في الخطاب والمضمون الإعلامي؛ ترسيخًا للذكرى وتسجيلاً لمناسبة تتناقلها الأجيال عبر الأزمنة والحقب كغيرها من التواريخ المهمة في تاريخ فلسطين القديم والحديث والحاضر.
وأكد أبو حشيش أن الصحفي الفلسطيني والحركة الإعلامية عامة تستحق أكثر من مناسبة وأكثر من يوم لمناصرة الإعلام؛ "فنحن نعرف أن الصحفيين يحيون مناسبتين كل عام: الأولى في الثالث من أيار (مايو)، وهو "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، والثانية في السادس والعشرين من أيلول (سبتمبر)، وهو "اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني"... ووفاءً لشهداء الإعلام في حرب (الفرقان)".
وجدد أبو حشيش دعواته ومبادراته السابقة الداعية إلى ضرورة أن يلعب الإعلام دورًا في إعادة اللحمة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض المصنوع من قِبَل الإدارة الأمريكية والصهيونية، "وندعو إلى مصالحة إعلامية تمهِّد للمصالحة السياسية الشاملة ووقف التضييق على العمل الإعلامي واعتقال الصحفيين ووقف سياسة الإعلام الأصفر التحريضي وإغلاق المواقع الأمنية والسرية التي لا علاقة لها بالإعلام المسؤول الذي يقدم التضحيات ويبذل كل ما يستطيع دعمًا للرواية والحقيقة الفلسطينية".
ونيابة عن ذوي الشهداء الصحفيين، قال الحاج أبو محمد السيلاوي والد الشهيد الصحفي عمر السيلاوي: "إن الإعلاميين من مصورين وإعلاميين لم يتركوا مكانًا إلا وكان لهم فيه أثر؛ فهم كالغيث أينما حل نفع.. فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموا ويقدمون".
وأشاد السيلاوي بصمود الإعلام الفلسطيني في وجه الاحتلال وآلته الحربية التي كانت تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الإعلام الفلسطيني نجح في نقل الصورة إلى كل العالم.. "صورة القتل والدمار والخراب الذي مارسه الاحتلال خلال الحرب".
ووجَّه السيلاوي شكره إلى المكتب الإعلامي الحكومي - وزارة الإعلام، على هذا اللقاء البهيج، قائلاً: "نحن متوكلون على الله تعالى، ونقول للإعلاميين: لقد رفعتم رؤوسنا عاليًا، فقدمتم الدماء والأشلاء".
وأضاف: "سنواصل المقاومة والجهاد بكل عزم، ونقدم أبناءنا وأنفسنا لاسترداد الحق، ولن نتراجع مهما مكر الماكرون، وإن أرض فلسطين أرضنا، ولن نفرط فيها أبدًا، حتى ولو شددوا علينا الحصار وحتى لو استمر شلال الدم".
من جهته أكد الدكتور محمود أبو دف رئيس مجلس إدارة "شبكة الأقصى الإعلامية" مشددًا على أهمية الرسالة التي أداها الإعلام الفلسطيني خلال الحرب على غزة، وشاكرًا وزارة الإعلام على هذا الاحتفال "يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني".
وقال أبو دف في كلمةٍ عن المؤسَّسات الإعلامية: "جميلٌ أن يأتيَ هذا اللقاء في يوم الوفاء للأوفياء.. هؤلاء الإعلاميين الذين استمروا في أداء واجبهم ولا يزالون على ثغور الوطن".
وبيَّن أبو دف أن الإعلام الفلسطيني أقوى من العدو الصهيوني، وأقوى من بطش الاحتلال وجرائمه، معلقًا على تجربة "شبكة الأقصى الإعلامية"، موضحًا أن "قناة الأقصى" الفضائية و"إذاعة الأقصى" لم تتوقفا لحظة واحدة عن البث خلال الحرب، بل تحدَّتا الجرائم الصهيونية، مشيدًا بالدور الكبير الذي بذله الصحفيون والإعلاميون الميدانيون.
وأوضح أن "شبكة الأقصى الإعلامية" استمرَّت في نقل الوقائع ونقل الحقيقة إلى العالم، مشيرًا إلى انحيازها الواضح إلى جانب المقاومة الفلسطينية التي كانت تدافع عن المواطن الفلسطيني في كل مكان.
وتابع: "الاحتلال الصهيوني استطاع في بعض الأحيان وقف بث "قناة الأقصى" الفضائية، ولكنه فشل في إخراس صوت الفضائية والإذاعة، ولم يستطع قتل الصورة والكلمة الصحفية الفلسطينية؛ فكل التحية إلى الإعلاميين الذين تابعوا الأحداث ليلاً ونهارًا".
من جانبه أكد الصحفي عماد عيد مراسل "قناة المنار" الفضائية: "إن الصحفي الفلسطيني كان له دور مهم وكبير خلال الحرب على غزة"، وقال: "الصحفي الفلسطيني استطاع أن ينقل الصورة الحقيقية إلى العالم كله، واستطاع أن يكشف الوجه البشع للاحتلال وجرائمه بحق المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ".
وقال عيد خلال كلمةٍ ألقاها نيابةً عن الإعلاميين الفلسطينيين: "إنه شرف عظيم لي أن أتحدَّث باسم الصحفيين الفلسطيني في ذكرى الحرب على غزة، ورغم الإرهاق والتعب الذي أصابنا، نؤمن بخدمة شعبنا وفضح الانتهاكات الصهيونية خلال ذاك العدوان الكبير الذي لم يستثن أحدًا، واستهدف الأطفال والنساء".
وأضاف عيد: "اليوم نقف وقفة إجلال وإكبار أمام عطاء الصحفيين والإعلاميين الذين وثَّقوا الإجرام الصهيوني وهم في دائرة الاستهداف"، مشيرًا إلى أن الإعلام الفلسطيني استطاع تحريك الشعوب العربية والإسلامية من أجل نصرة القضية الفلسطينية".
وتابع: "اليوم نستذكر الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم خلال الحرب الغادرة، وإن القائمة حتى أمس كانت تضم خمسة، فيما انضم اليوم رفيق سادس إليهم، وهو الصحفي المرحوم محمد بلبل الذي عرفناه كثير العطاء.. لقد فارقنا دون مقدمات؛ فكل التحية إليه، ونسأل الله لأهله الصبر والسلوان".
وأضاف: "اليوم نحيِّي وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وكافة وسائل الإعلام العاملة في قطاع غزة التي كشفت جرائم الاحتلال، وندعوها إلى تذكير العالم بجرائم الاحتلال من أجل تقديمهم إلى العدالة الدولية".
واختتم الصحفي عماد عيد كلمته بالقول: "باسمي وباسم الصحفيين نشكر المكتب الإعلامي - وزارة الإعلام على هذه اللفتة الكريمة التي جاءت من أجل تكريم الصحفي الفلسطيني".
0 comments:
Catat Ulasan